بعدما أعلن "برنامج الأغذية العالمي" يوم أمس الثلاثاء عن تعليق تقديم المساعدات الحيوية إلى شمال قطاع غزة بسبب عدم توفر الظروف الآمنة، تفاقمت الأوضاع الإنسانية المأساوية في المنطقة التي تواجه مجاعة كارثية تهدد حياة أكثر من 300 ألف شخص.
وأكد البرنامج في بيان نشر على منصة "إكس" أن القرار لم يتخذ بسهولة، مشيراً إلى أن الوضع سيزداد سوءًا وسيتعرض المزيد من الناس لخطر الموت جوعًا.
وتابع البيان :"برنامج الأغذية العالمي مصمم بخصوص الوصول بشكل عاجل للناس العاجزين في غزة، إلا أنه يجب ضمان الأمن اللازم لتوصيل المساعدات الغذائية الحيوية إلى أولئك الذين يستفيدون منها".
وأشار البيان إلى أن غزة تنساق بسرعة إلى الجوع والمرض، مع ندرة الغذاء والمياه النظيفة بشكل لا يصدق، مما يؤدي إلى زيادة سوء التغذية الحاد ووفيات بسبب الجوع. ورغم سعي البرنامج لاستئناف عمليات تقديم المساعدات في أقرب وقت ممكن، إلا أنه أكد على حاجة ملحة لتوسيع تدفق المساعدات إلى غزة على نطاق أكبر لمنع وقوع كارثة إنسانية.
من جانبها، طالبت الحكومة في قطاع غزة بتراجع فوري عن هذا القرار الكارثي، معتبرة أنه يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مضاعف، وحمّلت المؤسسات الدولية المسؤولية الكاملة عن التقصير في أداء عملها والنتائج الكارثية للمجاعة التي تتعمق في قطاع غزة.
من ناحية أخرى، حذرت مجموعة التغذية العالمية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث يواجه الأطفال شمال القطاع ارتفاعًا في معدلات سوء التغذية الحاد، واصفة الوضع بأنه خطير بشكل خاص في ظل انقطاع المساعدات عن المنطقة.
وتأتي هذه الأزمة في ظل استمرار الاحتلال في تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش، مما يعزز المخاوف من تدهور الوضع الإنساني في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين في غزة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان لها، اليوم الأربعاء، أن "تعليق برنامج الغذاء العالمي لتسليم المساعدات الغذائية لشمال قطاع غزة رغم قلتها، هو تطور خطير سيضاعف من المعاناة الإنسانية لأبناء شعبنا الفلسطيني في محافظتي غزة والشمال في ظل الحصار الخانق لجيش الاحتلال الصهيوني المجرم، وتسليم بالواقع الذي يقرضه العدو النازي على أبناء شعبنا الهادف إلى تجويعه وإبادته".
ودعت الحركة، برنامج الغذاء العالمي وكافة الوكالات الأممية بما فيها "أونروا"، إلى "الضغط على الاحتلال عبر الإعلان عن العودة للعمل في شمالي القطاع طبقاً لتكليفاتهم الدولية بإغاثة شعبنا من خطر المجاعة الآخذة بازدياد بشكل خطير".
كما طالبت حماس، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بـ"التحرك العاجل والفاعل لكسر الحصار وإغاثة شعبنا الفلسطيني من خطر المجاعة والإبادة".
التحرير
Comments