أكد رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز من منبر الأمم المتحدة بنيويورك، تأييد بلاده لحل سياسي مقبول فيما يتعلق بالنزع القائم حول الصحراء الغربية في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.
كما أعرب عن دعم إسبانيا لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، واصفا ما يقوم به هذا الأخير من أجل الوصول إلى حل للنزاع القائم في الصحراء الغربية بـ"العمل الحاسم"، وأضاف "سنستمر كذلك في دعم شعب الصحراء في المخيمات كما فعلنا دوما وسنلعب دورنا كجهة مانحة دولية رئيسية"، وهي تصريحات فتحت عدة تساؤلات حول ثبات موقف مدريد من تأييد خطة المغرب لمنح الصحراء حكما ذاتيا.
ويرى الخبير المغربي في ملف الصحراء صبري الحو أن خطاب سانشيز أمام المشاركين في أشغال الجمعية العامة "لا يعتبر انقلابا ولا تغييرا ولا نسخا ولا تعديلا لقرار اسبانيا الذي يؤيد مبادرة الحكم الذاتي".
من جانبه يرى السيد نبيل الأندلوسي رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية أن "خطاب رئيس الحكومة الاسبانية بخصوص ملف الصحراء كان مقتضبا، ولم يختلف عما صرح به السنة الماضية أمام نفس الهيئة، ولا يرقى إلى اعتباره تغييرا في موقف الدولة الاسبانية من مقترح الحكم الذاتي، الذي اعتبره البيان الإسباني المغربي الصادر في أفريل سنة 2022، بمثابة "الأساس لأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع".
ومن وجهة نظر المحلل المغربي أشرف الطريبق، فإن الظرف السياسي الذي تعيشه إسبانيا لا يخدم سانشيز، إذ أن الانتخابات لم تعطه الأغلبية، وأضحى يعتمد على أحزاب تميل لدعم البوليساريو، كما يعتقد أنه حاول ألا يخسر حلفاءه بهذا الخطاب، مشيرا على أن حديثه على الصحراء الغربية لم يكن طويلا ومفصلا بالقدر الذي جعل منه حدثا أو تحولا كبيرا في موقفه.
وصرحت مصادر سياسية قريبة من الحزب الاشتراكي :" بيدرو سانشيز مقبل على تشكيل الحكومة في حالة فشل اليمين بتشكيلها، وكل شركاءه وخاصة حزب سومار يؤيدون تقرير المصير في الصحراء الغربية، بل ويريد هذا الحزب أن يتضمن خطاب التنصيب أمام البرلمان دعم مبدأ تقرير المصير، لهذا فإن سانشيز مجبر على الالتزام بالموقف الإسباني التقليدي فيما يتعلق بحل القضية الصحراوية وفق قرارات الأمم المتحدة التي جعلت "الحكم الذاتي" ضمن خيارات أخرى تعرض على الصحراويين في استفتاء عادل ونزيه.
التحرير
Comments