top of page

قضية "مخيمات الحركى" بفرنسا: قرار قضائي يستنكر انتهاكات حقوق الإنسان

تم إدانة فرنسا يوم امس الخميس، من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بسبب ظروف العيش "المخالفة لاحترام الكرامة البشرية" في مخيمات "الحركى"، حيث قضوا فيها سنوات بعد إجلائهم من الجزائر.


ورأت المحكمة، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن "فرنسا انتهكت منع إخضاع مواطنيها لمعاملة غير إنسانية أو مذلة"، معتبرة أن "قيمة التعويضات التي قضت بها محاكم فرنسية لهم كانت غير كافية". 


مع استقلال الجزائر في الخامس من جويلية 1962، نُقل الآلاف من الحركى مع عائلاتهم إلى فرنسا ووضعوا في "مخيمات مؤقتة"، لا توفر ظروف العيش الكريم التي تركت ندوبًا لا تمحى، وفقًا لما أفادت به "فرانس برس".


وعانى الحركى الذين استطاعوا مغادرة الجزائر إلى فرنسا من سوء معاملة وعنصرية من جانب الفرنسيين، وبعضهم سكن في محتشدات لا تليق بعيش الآدميين، رغم وقوفهم مع فرنسا ضد أبناء بلدهم. 


تقاتل هذه الفئة منذ زمن طويل من أجل الاعتراف بخدماتها لصالح الدولة الفرنسية، ولكن جميع الحكومات، حتى تلك التي تنحاز إليها، كانت تكتفي بالإشارات الرمزية دون أن تعالج ما يعتبره الحركى "مأساتهم الوطنية".


وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث منذ سنوات عن قانون لتعويض الحركى عما ألم بهم، ويعترف هذا القانون بالمعاناة والتضحيات التي تعرضوا لها. 


في عام 2022، قدّم المؤرّخ بنيامين ستورا للرئيس الفرنسي تقريرًا عن ملف الذاكرة المشتركة بين البلدين.


ومن بين المقترحات التي تضمّنها تقرير ستورا اقتراح يوم 25 سبتمبر يوما لتكريم الحركى، مع اقتراحه أيضًا "إيجاد أرضية للتفاوض مع الجزائر حول تنقل الحركى وعائلاتهم بين البلدين". 


وهنا، تُعتبَر قضية الحركى حساسة جدًا في الجزائر، إذ رفضت البلاد منذ الاستقلال السماح لهم بزيارة مسقط رأسهم، بسبب الجراح العميقة التي تتسببوا فيها لأبناء بلدهم بانحيازهم إلى جانب المستعمر خلال الثورة التحريرية. كما يعتبرون في نظر الجزائريين "خونة". 


للتذكير، فإن "الحركى" مقاتلون سابقون يصل عددهم إلى 200 ألف جندي في صفوف الجيش الفرنسي خلال الثورة الجزائرية (1954-1962).


وكان الرئيس عبد المجيد تبون، أكّد، في آخر حوار له مع الصحافة الوطنية، نهاية مارس الماضي، تمسّكه بالذاكرة الوطنية، مؤكدًا أنّ اللقاء المرتقب مع نظيره الفرنسي سيكون "موعدًا مع التاريخ".


وقال الرئيس تبون، إنّ "زيارتي إلى فرنسا لا تزال قائمة، ولقائي مع الرئيس ماكرون هو موعد مع التاريخ"، مردفًا: "سننظر إلى الأمور كما يجب أن نراها وليس عاطفيًا. نحن اليوم في مرحلة إعادة التأسيس للعلاقات بين البلدين".

 

وشدّد على "التمسك بالذاكرة الوطنية وبواجب الوفاء لشهداء المقاومة الوطنية والثورة التحريرية المجيدة"، متابعًا: "هناك فريق يعمل على ملف الذاكرة ولن نتخلى عنها".

 

يُرتقب أن يقوم الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة دولة إلى فرنسا "في نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر"، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية قبل أسبوعين، عقب اتصال هاتفي بين تبون وماكرون.

 

التحرير

٢٥٩ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page