يوسف أوشيش: "لا ديمقراطية مع الإقصاء… ولا سيادة مع التبعية"
- cfda47
- قبل 7 أيام
- 2 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: قبل 6 أيام

أحيت جبهة القوى الاشتراكية، اليوم السبت، بمقرها الوطني، اليوم الوطني للمناضل، والذي يتزامن مع الذكرى الثامنة والثلاثين لاغتيال المناضل والمجاهد علي مسيلي، الذي اغتيل في 7 أفريل 1987 في جريمة وصفتها قيادة الحزب بأنها "سياسية مدبّرة".
وفي كلمة ألقاها أحد قياديي الحزب بالمناسبة، شدّد على أن اغتيال علي مسيلي "لن يسقط بالتقادم". مؤكّدًا أن "الصمت المريب الذي تلا تلك الجريمة السياسية" هو بمثابة "تواطؤ مقنّع" يحتمي بذرائع مثل « raison d’État ».
وأضاف المتحدث أن الأفافاس سيواصل المطالبة بكشف الحقيقة كاملة، ومرافقة عائلة الفقيد في نضالها من أجل العدالة والإنصاف. وتخلّلت المناسبة رسالة تضامن باسم قيادة الحزب مع السيدة مسيلي، أرملة الفقيد، التي تمرّ بوعكة صحية، متمنين لها الشفاء العاجل.
استعاد الحاضرون محطات نضالية بارزة من مسيرة علي مسيلي، وُصفت بأنها تجسّد "الوفاء للمبادئ الكبرى التي تأسست عليها الدولة الجزائرية الحديثة"، حيث كان الضابط السابق في جيش التحرير الوطني، والمحامي المدافع عن حقوق الإنسان، والرفيق الوفي لحسين آيت أحمد، من بين أبرز الأصوات التي دعت إلى "حلّ توافقي" يجمع كل أطياف المعارضة آنذاك، بعيدًا عن الإقصاء والانغلاق.
وتعتبر قيادة الحزب أن تلك الرؤية، التي كان مسيلي أحد أبرز منظّريها، لا تزال "ذات راهنية ملحّة"، خصوصًا في ظل سياق إقليمي ودولي متأزّم يهدد الأمن القومي للجزائر، ويضع سيادتها على المحك.
ودعا الحزب، خلال نفس المناسبة، إلى "بناء جبهة وطنية ديمقراطية واسعة" بوصفها "ضرورة وجودية لحماية الدولة الوطنية"، لا مجرد خيار سياسي.
ورأى أن توحيد الصفوف، بعيدًا عن الشعبوية أو الولاءات الأجنبية، هو السبيل لترجمة تضحيات المناضلين إلى فعل سياسي فعّال وذو بُعد أخلاقي، قادر على استعادة المعنى النبيل للعمل السياسي في الجزائر.
وأكد الخطاب أن الدولة القوية "لا تُبنى بالإقصاء والتعسف"، بل "بالإجماع حول القضايا المصيرية"، و"بفتح باب المبادرة أمام كل الطاقات الجزائرية، داخل الوطن وخارجه، دون تمييز أو تهميش".
واعتبرت جبهة القوى الاشتراكية أن "الوفاء الحقيقي لعلي مسيلي لا يكون بالرثاء وحده، بل بالسير على دربه النضالي، وترسيخ رؤيته في دولة قوية، ديمقراطية، متعددة، قائمة على سيادة القانون، وذات ولاء وحيد: للوطن".
وفي هذا السياق، أعلنت قيادة الحزب عن تنظيم ندوة ضمن إطار "المدرسة السياسية علي مسيلي"، حول الاتصال السياسي في الجزائر المعاصرة، وذلك "تخليدًا لروح المناضل الذي كرّس حياته لتكوين أجيال جديدة واعية ونزيهة".
واختُتمت الفعالية بتأكيد الحزب على التمسك بإرث ثورة نوفمبر، والنضالات الديمقراطية في الجزائر، من انتفاضة 1963 إلى حراك 2019، مرورًا بأفريل 1980 وأكتوبر 1988.
وهي محطات قال عنها المتحدث إنها "جزء لا يتجزأ من الهوية النضالية للأفافاس، التي ترى في الشعب مصدرًا لكل شرعية، وفي التوافق الديمقراطي السبيل الوحيد نحو مستقبل عادل وآمن لجميع الجزائريين".
حكيم ش
Comentários