قالت هيئة إدارة الكوارث التركية إن الزلزال خلف 31 ألفاً و634 قتيلاً في جنوب تركيا، فيما أحصت السلطات 3581 قتيلاً في سوريا وحذرت من أن آلاف الأطفال ربما قتلوا في الكارثة. وقالت الأمم المتحدة إن هذه الحصيلة غير النهائية قد "تتضاعف". واعترفت بأن المساعدات غير كافية.
وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ "مارتن غريفيث" في تغريدة إلى أن الوكالة الأممية "خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا. هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون"، داعيا إلى "تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت".
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي إنها أوقفت مؤقتا تدفق المساعدات إلى سوريا بسبب الأضرار التي لحقت بالطريق، مع عدم وجود تصور واضح عن موعد استئنافها.
وطالب مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بضرورة دخول أي دعم عبر دمشق ومن داخل سوريا وليس عبر الحدود مع تركيا، مما دفع أولئك الموجودين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى القلق من احتمال حجب المساعدات لأسباب سياسية.
وعقد مجلس الأمن الدولي هذا الاثنين جلسة مغلقة لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا بعد الزلزال، على وقع مزيد من الدعوات إلى فتح معابر حدودية جديدة لايصال المساعدة الى شمال غرب هذا البلد.
وخلال الاجتماع المغلق الذي دعت اليه سويسرا والبرازيل المكلفتان بهذا الملف، عرض غريفيث الوضع أمام أعضاء المجلس بعدما قام بزيارة ميدانية لتركيا وسوريا نهاية الأسبوع الفائت.
وقبل الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، كان القسم الأكبر من المساعدة الإنسانية الحيوية لأكثر من أربعة ملايين شخص يقيمون في مناطق المعارضة بشمال غرب سوريا، يصل من تركيا عبر معبر باب الهوى. واستؤنفت عمليات إيصال المساعدات عبر هذا المعبر بعدما توقفت بسبب الزلزال. لكن النداءات لفتح مزيد من نقاط العبور تتوالى.
من جهته، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية الأحد أن الرئيس السوري "بشار الأسد" أبدى استعداداً للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غرب سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة.
وقال "تيدروس أدهانوم غيبرييسوس" للصحافيين إن " بشار الأسد أوضح أنه منفتح على فكرة (فتح) معابر حدودية (استجابة) لهذا الوضع الملح".
و شكر الرئيس السوري "بشار الأسد" خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في دمشق، دولة الإمارات على المساعدات الإنسانية والإغاثية "الضخمة" التي قدمتها لبلاده منذ الزلزال المدمر.
وعلى الجانب التركي، وصل وزير الخارجية اليوناني "نيكوس ديندياس" إلى تركيا أمس الأحد للتعبير عن دعم أثينا لجارتها اثر الزلزال، وقد دعا مع نظيره التركي إلى تحسين العلاقات بين البلدين.
وكانت اليونان من أولى الدول التي أعلنت تقديم المساعدة لتركيا المجاورة، وهذه الزيارة هي الأولى لوزير أوروبي إلى تركيا منذ بداية الكارثة.
وتسبب الزلزال، الذي لم يتأثر بالحدود الدولية، في إحداث دمار وفوضى في كلا البلدين. غير أن نقاط التفتيش أحبطت جهود الإغاثة الدولية.
في جنوب تركيا، اجتاح الآلاف من عمال الإنقاذ الذين يحملون معدات رفع ثقيلة والمسعفين والكلاب البوليسية الشوارع، وما زالوا يعملون للعثور على ناجين. عكس الجزء الشمال غربي لسوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر يوم الاثنين، في الرابعة صباحا بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية. وبلغت هزة ارتدادية لاحقة نفس الدرجة تقريبا، وكان مركزها في قهرمان مراش.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10 ولايات هي الأكثر تضررا من الزلزال.
وأعلنت حوالي 70 دولة إرسال مساعدات إلى تركيا، لكن ارتفعت حدة الغضب في بعض المناطق لأن المساعدة لا تصل إليها بالسرعة الكافية.
وأدت الزلازل إلى مصرع ملايين الأشخاص خلال الـ 100 عام الماضية، ولم ينجح التقدم التكنولوجي في تقليل أعداد القتلى إلا بشكل طفيف.
Комментарии