اليوم تمر 24 سنة بالتمام والكمال على اغتيال أيقونة الفن الامازيغي الاصيل رمز التحدّي و النضال الفنان القبائلي معطوب الوناس و يبقى الغموض يحوم حول اغتياله، بسبب لونه الغنائي وصوته المميز وأيضا بسبب مواقفه السياسية المعارضة للدولة وللإسلاميين وسياسة التعريب .
ناضل من أجل القضية الأمازيغية وفكرة اللامركزية والعلمانية.
إستعرض الفنان معطوب الوناس عبر كتابه Le Rebelle القمع الذي تعرضت له الهوية الجزائرية من طرف النظام الحاكم، و روى أيضا فترة خدمته العسكرية بالتفصيل مستندا الى صور أخذها من الحرب بين النظامين المغربي والجزائري.
أدلى الفنان في سيرته بما رآه من طرد الجيش الجزائري لآلاف المهاجرين المغاربة القدماء وسلب أموالهم وشحنهم على شاحنات عسكرية قبل إفراغهم على الحدود المغربية.
كما بيّن آراءه في القضية الأمازيغية وأسباب إخفاق الأمازيغ في الحصول على حقوقهم و أعطى صورة حية عن المجتمع الجزائري تحت الاستبداد.
كان مناضلا عبر أغانيه يجهر بأفكاره حول العلمانية والحرية والديموقراطية و العدالة الاجتماعية مما أدى إلى ازدياد سخط النظام الجزائري و كذا الاسلاميين عليه.
تمّ اغتياله من طرف مسلحين ملثمين حينما كان خارج مدينته وهو يقود السيارة.
في بداية ظهيرة يوم الخميس 25 جوان 1998 أعلنت الاذاعة الجزائرية عن « اغتيال المغني القبائلي الوناس معطوب من طرف إرهابيين ينتمون إلى الجماعة الاسلامية المسلحة الجيا» بعدما أعلنت الجماعة الإسلامية المسلحة بأميرها الارهابي جمال زيتوني، مسؤوليتها عن اغتياله.
إثر انتشار خبر اغتياله و مقاومته الى آخر نفس و وفاته و السلاح بين يديه جراء إطلاق 78 رصاصة على سيارته مما تسبب بإصابته في الرأس ووفاته بمكان الحادث، شهدت منطقة القبايل الثائرة المناضلة و الصامدة ضد كل انواع القهر ، مظاهرات احتجاج كبرى في عزّ العشرية السوداء أدت إلى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وعشرات الآلاف من الأمازيغ الغاضبين الذين اتهموا الحكومة الجزائرية باغتيال رمز نضالهم.
تمّ تنظيم جنازة مهيبة له حضرها عشرات الآلاف من الجزائريين.
وتصدر خبر اغتيال الفنان الرمز معطوب الوناس الأخبار في وسائل الإعلام بالجزائر و فرنسا و أغلبية الدول الاوروبية و كذا تونس و المغرب.
كتب الفنان الرمز كتابه الذي يروي فيه سيرته الذاتية بعنوان «Le Rebelle» مفصلا عن حياته استعرض فيها عالم طفولته وقريته وظروف الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي والفترة التي تلت استقلال الجزائر والتي تميزت بما يسميه الانقلاب.
و النسخة صدرت باللغة الفرنسية وترجمها إلى العربية عبدالله زارو تحت عنوان « المتمرد».
محبّي الفنان و عائلته ناضلت منذ ذلك التاريخ من أجل الحقيقة و العدالة.
و بعد مرور 24 سنة من اغتياله و التي اعتبرها شباب منطقة القبايل كمحاولة ضرب قاضية لكل من ينتمي الى المنطقة، لايزال بعض الجزائريين يتّهمون تارة هذا الطرف و تارة ذاك الطرف في اغتياله.
و لكن هناك مثل قبائلي يقول : « إن الحقيقة دائمًا تطفو كقطعة الفلين فوق الماء ».
عام 2008 و كإحياءٍ للذكرى العاشرة من اغتياله، قرر رئيس بلدية باريس السيد برتران ديلانوي تسمية أحد الشوارع بالعاصمة باريس باسم رمز الأغنية القبائلية الراحل معطوب الوناس، و تمّت دعوة قنصل الجزائر بباريس لحظور عملية التدشين لكنه رفض !
« أتمنى هذه السنة، أن نحيي الذكرى العاشرة لرحيل الأسطورة معطوب الوناس من خلال إقامة عدة أنشطة ثقافية وحفلات فنية على مدار السنة، وكذا إطلاق تسميته على أحد الشوارع المهمة بباريس».
هكذا صرح رئيس بلدية العاصمة باريس برتران ديلانوي لوسائل الاعلام الحاضرة خلال عملية تدشين اسم الشارع و الذي أكد على اهتمامه بالثقافة الأمازيغية داعيا كل الجمعيات الناشطة في هذا المجال للمساهمة في توحيد العمل لإعطاء صورة صحيحة عن الأمازيغ الذين يُعتبرون من أقدم الحظارات بشمال إفريقيا.
تم تدشين شارع الوناس معطوب تحديدا يوم الخميس 3 جويلية 2008 على الساعة الحادية عشر صباحا من طرف رئيس بلدية باريس برترون ديلانوي برفقة روجي مادك بعد موافقة مجلس باريس .
وكان هذا التدشين بحضور كل من والدة الفنان علجية معطوب، وأخته مليكة معطوب، وأرملته نادية معطوب.
شارك التدشين كلٌّ من الفنانين القبايل أمثال تاكفاريناس، فريد فراقي، أولحلو وآخرون. ألقى فيها الفنان ماكسيم لوفوريستيي كلمة في حق المناضل الفنان الرمز بهذه المناسبة.
و توجد شوارع أخرى تحمل اسم الفنان الوناس معطوب في مدن فرنسية أخرى، منها:
•شارع الوناس معطوب في غرونوبل.
•شارع الوناس معطوب في نانسي.
•شارع الوناس معطوب في أوبارفيلييه.
•شارع الوناس معطوب في مونتروي.
•شارع الوناس معطوب في فوكس أون فولان.
•شارع الوناس معطوب في بيارفيت
التحرير
Comments